للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكبر يعنى مهما يمكن من شىء وكنت على اى حال فكبر ربك قلت ويحتمل ان يكون تقديره وكبر ربك فكبره والغرض بالتكرار استمرار نفسه عليه ومعنى كبر عظمه عن الحدوث وعن سمات النقص والزوال وعن التشريك فى وجوب الوجود والالوهية والتشريك فى العبادة والتشبيه بشىء من الممكنات فى شىء من الذات والصفات والافعال وصفه باوصاف الكمال ما لا يتصف به غيره وهذا أول ما يجب على الإنسان وأهم من جميع الواجبات ولا يحتمل العفو والسقوط ويحكم به العقل قبل النقل لكن العقل غير كاف فى دركه كما ينبغى (مسئلة:) احتج الفقهاء لهذه الاية على فرضية التكبير لتحريمة الصلاة لكن قال ابو حنيفة رض ومحمد رض انها تنعقد لكل لفظ يوجب التعظيم نحو الله أجل والله أعظم ولا اله الا الله والرحمن اكبر وغير ذلك لا بلفظة الله اكبر وحده لان المأمور به التكبير وهو التعظيم وقال ابو يوسف رض ان كان يحسن ان يقول الله اكبر فلا يجزيه الا ذاك او الله الأكبر او الله الكبير لان الالف واللام ابلغ فى الثناء وافعل وفعيل فى أوصافه سواء وقال الشافعي رض لا يجوز الا الله اكبر والله الأكبر وقال مالك رض واحمد لا يجوز الا الله اكبر فقط والصحيح ان هذه الاية ليست فى تكبير التحريمة كما فى الصحيحين انه أول القران نزولا وذلك قبل ان يفرض الصلاة والقول بان التكبير لم يجب خارج الصلاة واصل الأمر للوجوب فالثابت بهذه الاية وجوبها فى الصلاة ممنوع بل التحقيق ان التكبير هو التوحيد أول ما يجب على الإنسان ولا يحتمل السقوط والتحقيق فى باب التحريمة ان الصلاة مجمل الحق بها فعل النبي صلى الله عليه وسلم بيانا وقد تواتر صيغة الله اكبر للتحريمة ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة شروع الصلاة بغير ذلك ولو كان الشروع بغير ذلك جائز الفعل ذلك للجواز فظهر انه بعينه هو الفريضة لا غير وقد ورد فى بعض طرق حديث رفاعة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقبل الله صلوة امرأ حتى يسبغ الوضوء ثم يستقبل ويقول الله اكبر.

وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ قال قتادة ومجاهد نفسك فطهرها من الذنب كنى عن النفس بالثوب وهو قول ابراهيم والضحاك والشعبي والزهري وقال عكرمة سئل عن ابن عباس عن قوله وثيابك فطهر قال لا تلبسها على معصية وعلى عذرة ثم قال سمعت قول غيلان بن سلمة الثقفي وانى بحمد الله لا ثوب فاجر لبست ولا من عذرة أتقنع- وكذا قال ابى بن كعب وروى عن الضحاك معناه عملك فاصلح وقال السدى يقال للرجل إذا كان صالحا انه طاهر الثياب وإذا كان فاجرا انه لخبيث الثياب وقال سعيد بن جبير وقلبك وبيتك فطهر وقال الحسن وخلقك فحسن وقال ابن سيرين وابن زيد امر بتطهير الثياب

<<  <  ج: ص:  >  >>