للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صيغة الاستقبال فلا محذور فى نزوله سابقا واما هنا فقوله تعالى وذكر اسم ربه فصلى صيغة لا يتصور الحكاية عن شىء من قبل وجوده وقيل المراد بالصلوة هاهنا الدعاء فان من سنة الدعا الثناء على الله اولا وآخرا عن فضالة قال بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد إذ دخل رجل وصلى فقال اللهم اغفر لى وارحمني قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عجلت ايها المصلى إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو اهله وصل على ثم ادعه قال ثم صلى رجل اخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ايها المصلى ادع تجب رواه الترمذي وروى ابو داود والنسائي نحوه عن عبد الله بن مسعود قال كنت أصلي والنبي - صلى الله عليه وسلم - وابو بكر وعمر معه فلما جلست بدأت بالثناء على الله ثم الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم دعوت لنفسى فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - سل تعط سل تعط رواه الترمذي قال الشيخ الاجل يعقوب الكرخي رض ان فى الاية اشارة الى منازل السلوك الاول التوبة والتزكية بقوله قد أفلح من تزكى والثاني المداومة بالذكر اللساني والقلبي والروحي والسرى بقوله وذكر اسم ربه والثالث بالمشاهدات بقوله فصلى فان الصلاة

معراج المؤمنين قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعلت قرة عينى فى الصلاة رواه احمد والنسائي والحاكم والبيهقي قلت وايضا فى عطف الذكر على التزكى بالواو وعطف الصلاة عليه بالفاء اشارة الى ما ذكر المجدد رض من الترتيب فى اذكار الطريقة حيث عين للمبتدى الذكر باسم الذات او النفي والإثبات فى أثناء تزكية النفس وقال ان الصلاة لا تقيد فائدة تامة الا بعد تزكية النفس وفى التجليات الذاتية والترقي هناك بالصلوة والله تعالى اعلم.

بَلْ تُؤْثِرُونَ قرأ ابو عمرو بالياء على الغيبة والضمير عائد الى الأشقياء والباقون بالتاء على الخطاب لهم على سبيل الالتفات او على إضمار قل جملة بل توثرون على محذوف اى وهم يعنى الأشقياء لا يزكون وأنتم ايها الأشقياء لا تزكون ولا تذكرون اسم ربكم ولا يصلون بل توترون الْحَياةَ الدُّنْيا على الحيوة الاخرى.

وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ فان نعمها فلذات بالذات خال عن الغوائل وأجل نعمها الروبة والوصال ورضوان الله ذى الجلال وَأَبْقى اى الانقطاع لها بخلاف الدنيا وهذه الجملة حال من فاعل توثرون.

إِنَّ هذا يعنى ما ذكر من قوله تعالى قد أفلح من تزكى الى اخر اربع آيات لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى اى الكتب السماوية على الأنبياء والماضين فانه جامع امور الديانة وخلاصة الكتب كلها.

صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ع بدل بعض تخصيص بعد التعميم امال حمزة والكسائي اواخر السورة وورش بين بين.

<<  <  ج: ص:  >  >>