للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (٢٧) .

أمر النبي بتخيير نسائه الآيات [٢٨- ٣٦]

ثم قال تعالى: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلًا (٢٨) . وقد كان أزواج النبيّ (ص) سألنه من عرض الدنيا، وطلبن منه زيادة النفقة، وآذينه بغيرة بعضهن على بعض فأمره سبحانه أن يخيّرهنّ بين الطلاق إذا أبين إلّا ذلك، والبقاء في عصمته إذا أردن الله ورسوله والدّار والاخرة ثمّ وعظهنّ بأنّ شأنهنّ ليس كشأن غيرهنّ، فمن تأت منهنّ بفاحشة ظاهرة يضاعف لها العذاب ضعفين، ومن تطع الله ورسوله يؤتها أجرها مرّتين ثمّ أمرهنّ أن يقرن في بيوتهنّ ويتركن تبرّج الجاهليّة الأولى، إلى غير هذا ممّا أمرهنّ به ونهاهنّ عنه ثم عاد السّياق إلى تخييرهنّ، فذكر سبحانه أنه ليس لهنّ ولا لغيرهنّ خيرة مع ما اختاره من ذلك لهنّ فقال جلّ وعلا وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً (٣٦) .

تزويج النبي مطلّقة زيد الآيات [٣٧- ٤٤]

ثمّ قال تعالى: وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ [الآية ٣٧] ، حكاية عن قول النبي (ص) لزيد بن حارثة وكان يتبنّاه:

أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ [الآية ٣٧] وهي زينب بنت جحش، وكان يريد طلاقها لأنّها كانت تفخر عليه بنسبها ثمّ ذكر تعالى أنّ الرسول يخفي في نفسه إرادة تزوّجها بعد طلاقها ليكون أقوى في إبطال تبنّيه زيدا، وأنّه يحمله على إخفاء ذلك خشية طعن الناس عليه بأنّه تزوّج امرأة متبنّاه، والله أحقّ منهم بأن يخشاه فلمّا طلّقها زيد زوّجها الله له لكيلا يكون على الناس حرج في أزواج من يتبنّونهم ثم ذكر سبحانه أنّه لا حرج عل الرسول (ص) في ذلك الزواج لأنه سنّة الله في الرسل قبله، وأنّه لم يكن أبا أحد منهم حتّى تحرّم عليه زوجه ثم أمرهم جلّ شأنه أن