للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الأول أهداف سورة «فاطر» «١»

سورة فاطر سورة مكّية نزلت بعد سورة الفرقان، بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء. وإذا قسمنا حياة المسلمين بمكّة إلى ثلاث فترات: الفترة المبكرة للدعوة، والفترة المتوسّطة بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء، والفترة الأخيرة بين الإسراء والهجرة إلى المدينة، رأينا أن سورة فاطر نزلت في الفترة المتوسّطة من حياة المسلمين بمكّة.

ولسورة فاطر اسمان: الاسم الأول فاطر، والاسم الثاني سورة الملائكة، لقوله تعالى في أول السورة:

الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) .

[موضوعات السورة]

قال الفيروزآبادي: مقصود سورة فاطر هو: «بيان خلق الملائكة، وفتح أبواب الرحمة، وتذكير النعمة، والتحذير من إغراء الشياطين، وتسلية الرسول، وصعود كلمة الشهادة إلى الله، وذكر عجائب البحر، واستخراج الحلية منه، وسير الليل والنهار، وعجز الأصنام عن الرّبوبيّة، وفقر العباد إلى الله، وفضل القرآن وشرف تلاوته، وأصناف الخلق في وراثة القرآن، وخلود الجنّة لأهل الإيمان، وخلود النار لأهل الكفر والطغيان والمنّة على العباد بحفظ السماء والأرض من الخلل والاضطراب ... » .


(١) . انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤.