للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الأول أهداف سورة «يس» «١»

سورة «يس» سورة مكّية، نزلت في الفترة المتوسّطة من حياة المسلمين في مكّة، أي فيما بين الهجرة إلى الحبشة والإسراء، وآياتها ٨٣ آية نزلت بعد سورة الجن.

وللسورة اسمان: سورة «يس» لافتتاحها بها، وسورة «حبيب النجار» لاشتمالها على قصته، فقد جاء في تفسير قوله تعالى:

وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى قالَ يا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) أنّ هذا الرجل يسمّى «حبيب النّجّار» .

[مقصود السورة]

قال الفيروزآبادي: «معظم مقصود سورة «يس» : تأكيد أمر القرآن والرسالة، وإلزام الحجة على أهل الضلالة، وضرب المثل بأهل قرية أنطاكية، في قوله تعالى:

وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (١٣) .

وذكر قصة «حبيب النجار» ، الّذي جاء من أقصى المدينة يسعى، وبيان البراهين المختلفة في إحياء الأرض الميتة، وإبداء الليل والنهار، وسير الكواكب ودوران الأفلاك، وجري الجواري المنشئات في البحار، وذلّة الكفار عند الموت، وحيرتهم ساعة البعث، وسعادة المؤمنين المطيعين، وشغلهم في الجنّة، وتميّز المؤمن من الكافر في القيامة، وشهادة الجوارح على أهل المعاصي بمعاصيهم، والمنّة


(١) . انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤.