للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الأول أهداف سورة «الزّمر» «١»

سورة «الزّمر» سورة مكية نزلت في الفترة الأخيرة من حياة المسلمين بمكة، بعد الإسراء وقبيل الهجرة وآياتها ٧٥ آية.

نزلت بعد سورة «سبأ» ، وقد سميت سورة «الزّمر» بذلك الاسم، لقوله تعالى في آخرها:

وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً [الآية ٧١] .

وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً [الآية ٧٣] .

وللسورة اسمان: سورة الزمر، وسورة «الغرف» ، لقوله تعالى:

لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِها غُرَفٌ [الآية ٢٠] .

أدلّة التوحيد

سورة الزمر تهزّ القلب هزّا، وتسكب فيه مؤثرات الإيمان بالله، وتستعرض أمامه أدلّة القدرة الإلهية، والجزاء العادل في الدنيا والاخرة، وتفتح باب الرجاء الأمل في رحمة الله ورضوانه، ومن آياتها الشهيرة قوله تعالى:

قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣) .

ومنذ افتتاح السورة إلى نهايتها وهي تؤكد قضية التوحيد الخالص. ففي مطلع السورة:

أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ [الآية ٣] .


(١) . انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤.