للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الأول أهداف سورة «الجاثية» «١»

سورة «الجاثية» سورة مكية نزلت في الفترة الأخيرة من حياة المسلمين بمكة، بعد الإسراء وقبيل الهجرة، وآياتها ٣٧ آية نزلت بعد سورة «الدخان» ، ولهذه السورة اسمان:

سورة «الجاثية» لقوله تعالى:

وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ.

وسورة «الشريعة» لقوله:

ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (١٨) .

[الغرض من السورة]

تحمل سورة الجاثية الدعوة إلى الإيمان بالله تعالى، والرد على الدهرية الذين لا يؤمنون به، وينكرون البعث بعد الموت، وقد دعت السورة إلى هذا تارة بالدليل، وتارة بالترهيب والترغيب، شأنها في ذلك شأن السورة السابقة، وشأن السورة التي ذكرت قبلها ووافقتها في هذا الغرض، كما وافقتها في الحروف التي ابتدأت بها، ولهذا ذكرت هذه السورة معها، وسميت مجموعة هذه السور بالحواميم، نسبة إلى بدايتها بقوله تعالى: حم (١) .

وقال الفيروزآبادي: معظم مقصود سورة «الجاثية» هو: بيان حجة التوحيد، والشكاية من الكفار والمنكرين، وبيان النفع والضر


(١) . انتقي هذا الفصل من كتاب «أهداف كلّ سورة ومقاصدها» ، لعبد الله محمود شحاته، الهيئة العامة للكتاب، القاهرة، ١٩٧٩- ١٩٨٤.