للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الخامس لغة التنزيل في سورة «محمّد» (ص) «١»

١- وقال تعالى: الشَّيْطانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ (٢٥) ، ومدّ لهم في الآمال والأماني، يعني أن الشيطان يغويهم.

وقرئ: (وأملي لهم) على البناء للمفعول، أي: أمهلوا ومدّ في عمرهم.

٢- وقال تعالى: وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ (٣٠) .

وقوله تعالى: فِي لَحْنِ الْقَوْلِ.

أي: في نحوه وأسلوبه، وقيل:

واللّحن أن تميل الكلام إلى نحو من الأنحاء ليفطن له صاحبك، كالتعريض والتورية، كقول الشاعر:

ولقد لحنت لكم لكيما تفقهوا واللّحن يعرفه ذوو الألباب ٣- وقال تعالى: وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ (٣٥) .

وهو من وترت الرجل إذا قتلت له قتيلا من ولد أو أخ أو حميم.

وحقيقته: أفردته من قريبه أو ماله، من الوتر وهو الفرد، فشبّه إضاعة عمل العامل، وتعطيل ثوابه بوتر الواتر، وهو من فصيح الكلام.


(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «بديع لغة التنزيل» ، لإبراهيم السامرّائي، مؤسسة الرسالة، بيروت، غير مؤرّخ.