للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المبحث الرابع لكل سؤال جواب في سورة «الأعلى» «١»

إن قيل: لم قال الله تعالى: فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى (٩) مع أنه كان (ص) مأمورا بالذكرى، نفعت أو لم تنفع؟

قلنا: معناه إذ نفعت. وقيل: معناه قد نفعت. وقيل: إن نفعت وإن لم تنفع، فحذف أحدهما لدلالة المذكور عليه. وذكر الماوردي أنّها بمعنى «ما» ، وكأنه أراد معنى ما الظرفية و «إن» بمعنى «ما» الظرفية ليس بمعروف. وإن قيل: لم قال الله تعالى: لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (١٣) . مع أن الحيوان لا يخلو عن الاتصاف بأحد هذين الوصفين؟

قلنا: معناه لا يموت موتا يستريح به، ولا يحيا حياة ينتفع بها. وقال ابن جرير رحمة الله تعالى عليه: تصعد نفسه إلى حلقومه ثم لا تفارقه فيموت، ولا ترجع إلى موضعها من الجسم فيحيا، والله سبحانه وتعالى أعلم.


(١) . انتقي هذا المبحث من كتاب «أسئلة القرآن المجيد وأجوبتها» ، لمحمد بن أبي بكر الرازي، مكتبة البابي الحلبي، القاهرة، غير مؤرّخ.