للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ارتداء الحجاب]

س: يقول: والدتي ارتدت الحجاب وعندها سبعة من الأولاد، وعمرها حوالي أربعين عاما، ولكن أبي لم يرض لها أن تحتجب وطردها من البيت، وقال: إنه لن يردها، بحجة أنها الوحيدة التي تحتجب في القرية، وجهونا جزاكم الله خيرا، ولا سيما ونحن من أهل الريف، وتعلمون حالة الريف والفرق بين القرى والمدن جزاكم الله خيرا.

ج: يا أخي كون أمك احتجبت عمل صالح، وكون أبيك طردها من البيت عمل خاطئ، فعليكم أن توجهوا أباكم وتنصحوه وتبينوا له أن طريقة أمكم طريقة سليمة موافقة لشرع الله، وأن وقوفه أمام الحجاب وطردها بدعوى أنها وحيدة في القرية هذه حجج واهية، لا ينبغي لأبيكم أن يكون ذلك سببا لطرد أمكم من منزله، بل الواجب عليه أن يحملها ويحمل جميع نسائه ومن تحت يده من البنات على الحجاب؛ لأن الله تعالى أمر به وأوجبه، يقول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (١) ، وقال تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} (٢) ، هذا هو الواجب على المرأة الحجاب والتصون، ويجب على وليها أن يأمرها بذلك ويحملها عليه، ولا يجوز له منعها منه، فإن هذا منكر عظيم، وكبيرة من كبائر الذنوب، ومحادة لله عز وجل في أوامره، نسأل الله السلامة والعافية.


(١) سورة الأحزاب الآية ٥٩
(٢) سورة النور الآية ٣١

<<  <   >  >>