للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السؤال الأول من الفتوى رقم (٢٠٣٧٤)

س١: ما معنى قول العلماء: إن الحديث ضعيف لم يصح ولكن جرى العمل عليه، وعلى العكس يكون الحديث صحيحا ولكن العمل على خلافه؟

ج ١: معنى أن يكون الحديث ضعيفا ولكن جرى العمل عليه: أن يكون الحديث ضعيفا من جهة متنه أو من جهة سنده؛ لضعف حفظ راويه أو إرساله أو تدليسه أو جهالته ونحو ذلك، فلا يكون حجة بذاته ولكن ما دل عليه من الحكم والمعنى يكون معمولا به؛ لمجيء الحديث من طرق أخرى تقويه ليس فيها ضعف، أو لقيام أدلة أخرى صحيحة تدل عليه من القرآن أو السنة الصحيحة أو عمل الصحابة أو إجماع العلماء، فيعمل به لذلك. ومثال ذلك: ما رواه الترمذي في (جامعه) عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من جمع بين الصلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر (١) » . ورفع هذا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه نظر، ومع ذلك قال الترمذي عقبه: (العمل على هذا عند أهل العلم) يعني: اعتبار أن الجمع بين الصلاتين من غير عذر محرم ومن الكبائر؛ لورود ذلك عن بعض الصحابة كعمر رضي الله عنه، ولقول الله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} (٢) .


(١) (سنن الترمذي ١\٣٥٦ برقم (١٨٨) .
(٢) سورة مريم الآية ٥٩

<<  <  ج: ص:  >  >>