للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمر الثانى: فى الطريقة المثلى لتفسير كلام الله جل وعلا وكنا نتدارس الأمر الثانى وقلت إن تفسير القرآن العظيم إما أن يكون عن طريق المأثور المنقول عن طريق تفسير كلام الله بكلام الله أو عن طريق تفسير كلام الله بحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام أو عن تفسير كلام الله جل وعلا بأقوال الصحابة الطيبين رضي الله عنهم أجمعين أو عن طريق تفسير كلام الله جل وعلا بأقوال التابعين المباركين عليهم جميعا رحمة الله وتعرضت لإخبار أهل الكتاب عند التفسير بالمأثور ثم انتقلنا إلى الطريقة الثانية وهى تفسير القرآن بالرأى.

وقلت يقصد بتفسير القرآن بالرأى الاجتهاد وإعمال الرأى فى تفسير كلام الله جل وعلا بحيث يدل على ذلك التفسير لغة العرب ونصوص الشرع ويتمشى ذلك التفسير مع سياق الآيات الكريمة فيدل عليه السباق واللحاق فيشهد له ما تقدم وما تأخر وإذا كان التفسير بهذه الشاكلة فهو تفسير بالرأى المحمود وهو جائز باتفاق أهل السنة دل على هذا كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وقرره العقل دفعا لثلاثة محاذير انتهينا من هذا فى غالب ظنى وعرجت على ما يتعلق بالتفسير العلمى بالإعجاز العلمى الذى يطنطن حوله فى هذه الأيام وبينت ما فيه من شطط وغلو وإسراف فى التأويل وفى تحميل كلام الله جل وعلا ما لا يحتمل.

وصلنا إلى نقطة مهمة وهى قد يقول قائل إنكم تقولون إن تفسير القرآن بالرأى بالصفة المتقدمة لا خلاف فى جوازه بين أهل السنة الكرام وقد وردت آثار تنهى عن التافسير بالرأى وتحرم التفسير بالرأى فكيف التوفيق إذن بين الأمرين، فلنستعرض تلك الآثار ولنبين القول الحق فيها وفيما تدل عليه.