للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مضى عشر محاضرات لمقدمة فى التفسير وبعد الانتهاء من تلك المقدمة نتدارس بعون الله وتوفيقه فى هذه المعظة ما يتعلق بسورة لقمان وقبل أن ندخل فى تفسير آيات هذه السورة الكريمة ينبغى على كل دارس لتفسير سورة من سور القرآن فى بداية تفسيرها تفسير أى سورة منها أن يتكلم عن ملامح ومعالم لتلك السورة بحيث يثبت لها شخصيتها التى تتميز بها عن غيرها من سور القرآن الكريم وهذه الملامح وتلك المعالم تدور حول سبعة أمور لا بد من الكلام عليها عند البدء فى تفسير سورة من سور القرآن العظيم.

المعلم الأول والأمر الأول: من هذه الأمور السبعة أن يبن الإنسان معنى السورة سورة لقمان ما معنى السورة والبيان يكون فيما يتعلق ببيان هذا اللفظ من حيث معناه فى اللغة ومن حيث معناه فى الاصطلاح فى بيان معنى السورة فى القرآن الكريم.

أما السورة فى اللغة فتطلق على أربعة معانى.

أولها: على المنزلة العالية الرفيعة يقال لها سورة منزلة عالية رفيعة قال النابغة الزريانى يمدح هرم ابن سنان:

ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب

أى منزلة منزلة عالية رفيعة.

والمعنى الثانى: الذى تطلق عليه لفظ السورة فى اللغة العربية بمعنى الإحاطة والجمع ومنه سور البلد لأنه يحيط بها من جميع أطرافها.

والمعنى الثالث: يأتى بمعنى الكمال والتمام ومن قول العرب ناقة سورة إذا كانت كاملة فيها الصفات التى يرغب الناس فيها ناقة سورة ممتلئة سمنا وجمالا وبهاء وحسنا.