للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثبت في سنن ابن ماجة عن ثوبان - رضي الله عنه - وهو حديث يخلع القلب. عن نبينا [لأعلمن أناساً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباءً منثوراً فقالوا: يا رسول الله ـ - صلى الله عليه وسلم - ـ صفهم لنا. جلهم لنا ألا نكون منهم ونحن لا ندرى! قال: أما إنهم إخوانكم، ويأخذون بحظهم من الليل كما تأخذون لكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها] فقط في الخلوة يبارزون الله بالعظائم لكن في الجلوه متقون. من يستحى منه ثلاثة أصناف لا رابع لهم: الناس. ونفسك. والله. فإذا استحييت من الناس ولم تستح من نفسك فنفسك إذن أحسن وأحقر من الناس. فعظمت الناس واحتقرت نفسك. وإذا استحييت من الناس واستحييت من نفسك وقلت: وهذا لا يناسبني لكن لم تستحي من الله في فعل العظائم بعد ذلك فجعلت الله إذن أخس الأشياء. تستحي من الناس ولا تستحي من الله!! لو أن إنساناً أراد أن يفعل معصية من خلوة بامرأة عن طريق الحرام أو غير ذلك. ودخل عليه صالح يجلّه من قومه ماذا يكون حاله؟ يستحي غاية الحياء ويفتر ويقوم ولا ينفذ شهوته. فكيف لو دخل صالحوا قومه اجمعهم عليه؟ يتمني لو بلعته الأرض. طيب أنت لا تغيب عن نظر الله طرفه عين كما قال الله جل وعلا ((وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ)) (١) ولذلك أعظم واعظ وأبلغ زاجر نزل من السماء والي الأرض إعلام الله لعباده انه معهم أينما كانوا ولا تخفي عليه خافيه من أمرهم. وهذا المعني يقرره ربنا في جميع سور القرآن بحيث لا تخلو منه ورقه من ورقات المصحف. يا عبد الله إذا عصيت الله وقلت: لا يراني. كفرت. وإذا السابقة أن اله بقول للعبد إذا أغلق ستره وفعل المعصية: يا عبدي أجعلتني أهون الناظرين إليك؟ ! ولذلك قال رجل للإمام الجنيد ـ عليه رحمة الله: بم استعين على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر اله إليك أسبق من المنظور إليه.


(١) - الحديد: ٤