للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (١)

أما بعد: معشر الإخوة الكرام..

لازلنا نتدارس ما يتعلق بشهر رمضان من فضائلَ وأحكام، وهذه آخر موعظة من شهر الصيام وسأذكر فيها بعض فضائل شهر رمضان بما يطرب قلوب أهل الإيمان.

إخوتي الكرام: هذا شهر عظيم كريم مَنَّ الله فيه على عباده بالخير العميم، فجعل الصيام طاعة مكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة، بل جعل في شهر الصيام طاعاتٍ أخرى تكفر للعبد ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقد أحصى أئمتنا الكرام الطاعات التي وردت عن خير البريات -عليه الصلاة والسلام- أنها تكفر الذنوب المتقدمات والمتأخرات فبلغت اثنتين وعشرين طاعة أحصاها حَذَاِمي المحدثين وأمير المؤمنين الإمام أبو الفضل ابن حجر العسقلاني في كتابه معرفة الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة.

وفي شهر رمضان ثلاث طاعات تكفر جميع ذنوب الإنسان ما تقدم منها وما تأخر، وبإمكانه أن يحرز في شهر الصيام طاعات أخرى يضم إلى تلك الفضائل أيضا، فضيلةً تساويها إخوتي الكرام سأذكر طاعتين اثنتين فيهما تكفير الذنوب المتقدمة والمتأخرة، ثم أنتقل بعد ذلك إلى الطاعات التي مَنَّ الله بها على عباده المؤمنين والمؤمنات في شهر رمضان، وتكفر عنهم الذنوب المتقدمات والمتأخرات، الطاعة الأولى من الطاعات التي لا ارتباط لها بشهر الصيام إنما ينبغي أن يحرص الإنسان على فعلها على الدوام وإذا قام بها غفرت له جميع الذنوب والآثام ما تقدم منها وما تأخر كما ثبت ذلك عن نبينا -عليه الصلاة والسلام-.


(١) سورة الأحزاب ٧٠، ٧١