للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (١) .

أما بعد: معشر الأخوة الكرام..

تقدم معنا أن من صفات عباد الرحمن الذين يعمرون بيوت ذي الجلال والإكرام، من صفاتهم الخوف من ربهم وهذه الصفة اتصفوا بها بعد أن أحسنوا حالهم ومعاملتهم مع الله -جل وعلا- ومع عباده: فهم الذين لم تلههم البيوع والتجارات، وهم الذين عظموا رب الأرض والسموات وهم الذين أحسنوا إلى المخلوقات ومع ذلك يخشون رب الأرض والسموات حقيقة هؤلاء هم الرجال هم الرجال {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} (٢) .

إخوتي الكرام: وكنا نتدارس أسباب خوف المكلفين من رب العالمين وهي على كثرتها كما تقدم معنا يمكن أن تجمع في ثلاثة أسباب.

أولها: إجلال الله وتعظيمه.

ثانيها: خشية التفريط والتقصير في حق الله الجليل.

وقد تقدم الكلام على هذين السببين مفصلاً بأدلته في المواعظ الماضية

والسبب الثالث: من أسباب خوف المكلفين من رب العالمين خوفهم من سوء الخاتمة.

وتقدم معنا إخوتي الكرام أن لسوء الخاتمة سببين معتبرين:

السبب الأول منهما: الخوف على الإيمان من الاستلاب والفقدان. فما أحد أمن على إيمانه أن يسلبه إلا سلبه عند موته، نسأل الله أن يثبت الإيمان في قلوبنا إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.


(١) سورة الأحزاب: ٧٠، ٧١
(٢)) ) سورة النور: ٣٦، ٣٧