للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تقدم معنا أن شهر رمضان هو سيد شهور العام وأفضلها عند ذي الجلال والإكرام وقد فرض الله فيه الصيام على هذه الأمة المرحومة المباركة وعلى الأمم التي سبقتها كما انزل الله في هذا القرآن العظيم وكذلك أنزل سائر كتبه على جميع النبيين المتقدمين على نبينا وعليهم صلوات الله وسلامه.

إخوتي الكرام: وقد اختص الله القرآن الذي نزل في شهر رمضان بخصائص حسان لا توجد في الكتب السابقة التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله على نبينا وعليهم جميعاً الصلاة والسلام فمن تلك الخصائص ما تقدمت الإشارة إليه مجملاً من أن القرآن العظيم نزل في شهر رمضان مرة واحدة ودفعة كاملة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا ونزل جبريل -على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه بخمس آيات أيضاً من سورة العلق في شهر رمضان على نبينا – عليه الصلاة والسلام ثم نزل القرآن بعد ذلك مفرقاً يساير الحوادث والوقائع في ثلاث وعشرين سنة وهذه الخِصّيصة خص الله به قرآنه الذي أنزله على افضل أنبياءه ورسله (على نبينا وعلى جميع أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه) .

فالكتب السابقة كانت تزل جملة واحدة على أنبياء الله ورسله (على نبينا وعليهم صلوات الله وسلامه) أما القرآن فحصل فيه هذا المعنى عندما نزل إلى بيت العزة في السماء الدنيا ثم فُرّق في ثلاث وعشرين سنة وهذه خِصّيصة لنزول القرآن لم يشاركه في ذلك أي كتاب سماوي نزل قبل القرآن وقد أشار ربنا الرحمن إلى هذا فلما ذكر اعتراض المشركين على نزول القرآن مفرقاً على نبينا عليه الصلاة والسلام وأرادوا أن ينزل جملة واحدة (وقال الذين كفروا لولا نُزّل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا) .