للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

معشر الإخوة المسلمين وحد الله بين عباده الموحدين في العقائد والأفكار وفي الأقوال والأعمال وفي المشاعر والأحاسيس في جميع الأحوال في السراء وفي الضراء فالله عقد بين عباده المؤمنين عقد الإخاء وأوجب لبعضهم على بعض النصرة والمحبة والولاء ولاغرو في ذلك فهم لله أولياء (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) .

وقد وضح نبينا صلى الله عليه وسلم صلة المؤمنين ببعضهم وما ينبغي أن يكون عليه حال المؤمنين في أحاديثه الصحيحة الكثيرة التي تقرر هذا الأمر فمن ذلك كما ثبت في الصحيحين وسنن الترمذي والنسائي والحديث رواه الإمام ابن حبان في صحيحه وابن أبي شيبة في مصنفه وهو من أعلى الأحاديث درجة من رواية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وأرضاه أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك نبينا صلى الله عليه وسلم بين أصابعه لتقرير هذه الصورة الذهنية بالأمثلة الحسية.

نعم إخوتي الكرام: هم كالبنيان المرصوص وهو كالجسد الواحد كما قرر نبينا صلى الله عليه وسلم هذا ففي مسند الإمام أحمد والصحيحين والحديث رواه أبو نعيم في حلية الأولياء والإمام أبو داود الطيالسي في مسنده والبيهقي في السنن الكبرى من رواية سيدنا النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر) .

وفي بعض روايات الحديث (ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) .

وفي بعض روايات الحديث في صحيح مسلم وغيره (المسلمون كرجل واحد إن اشتكى عينه اشتكى كله وإن اشتكى رأسه اشتكى كله) .