للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كنا فى المبحث الثالث من مباحث النبوة على نبينا وعلى جميع أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه، وهذا المبحث كما تقدم معنا مبحث جليل يدور حول بيان الأمور التى يعرف بها صدق النبى والرسول على نبينا وعلى أنبياء ورسله صلوات الله وسلامه، وقلت إخوتى الكرام: هناك تدل على صدق النبى وكذب المتنبىء، فلا بد من وجود علامات تدل على صدق المحق وكذب المبطل، لا بد من وجود علامات تدل على صدق الصادق وعلى كذب الكاذب، فنبينا عليه الصلاة والسلام وأنبياء الله ورسله عليهم جميعا صلوات الله وسلامه لابد وأن يكون فيهم علامات تدل أنهم رسل رب الأرض والسماوات، وهذه العلامات كما تقدم معنا إخوتى الكرام كثيرةوفيرة، ويمكن أن يصل الإنسان إليها عن طريق النظر بعقله وتحكيم فطرته، إذا تأمل هذه العلامات فرق بين النبى والمتنبىء، وتقدم معنا بعض هذه العلامات عن طريق الإجمال، وذكرت ما استدل به هرقل على صدق نبينا عليه الصلاة والسلام فى نبوته وأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حقاً وصدقا، ودارت أسئلته كما تقدم معنا على عشرة أمور منها ما يتعلق بنسب النبى عليه الصلاة والسلام وأسرته، ومنها ما يتعلق ببيان دعوته، ومنها ما يتعلق ببيان معاملته لغيره، ومنها ما يتعلق ببيان حال أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، ثم خلص بعد ذلك من هذه الأسئلة والأجوبة التى أجاب عليها أبو سفيان، خلص من ذلك إلى أن نبينا عليه الصلاة والسلام هو رسول الله حقا، فقال لأبى سفيان: إن كان ما تقول حقاً فهو نبى فسيملك موضع قدمى هاتين، وهذا الذى تحقق بعد ذلك على نبينا وعلى جميع أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه، وهذه الأسئلة التى وجهها هرقل إلى أبى سفيان كنت سردتها وبينت جواب أبى سفيان وتعليقنا أيضاً عليها فى الموعظة الماضية، أبو سفيان بعد أن سئل تلك الأسئلة الحسان من قبل هرقل ملك الروم وعظيم الروم يقول أبى سفيان: ما رأيت من رجل قط كان أدهى من ذلك الأقلف أى الذى لم