للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأن هذا بعيد عن موضوعنا، ولكن كيف نصنع وموضوعنا طه حسين.

وهو رجل كشبكة الصائد: كلها عيون وخروق، وبين كل خرق وخرق

عقدة. . .

رأينا عصبية طه على الإسلام تلبس ثلاثة وجوه: أولها عقيدته في القرآن

وأنه من وضع الذي جاء به لا من وحي ولا تنزيل ولا معجزة.

وثانيهما رأيه في النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه رجل سياسي فلا نبوة ولا رسالة.

وثالثها عمله في توهين أمر الأئمة من الصحابة فمَنْ بعدهم وقياسهم في

الإنسانية وأهوائها وشهواتها على قياس من نفسه وطباعه. . .

فأما القرآن فقد أفردنا له مقالاً افتضح به أستاذ الجامعة أشد فضيحة

وأخزاها، ونزيد عليه هنا أن الأستاذ يقول في صفحة ٨٥ في الرد على

المستشرق هوار الذي زعم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ من شعر أمية بن أبي الصلت واستعان به في نظم القرآن: "من الذي يستطيع أن ينكر أن كثيراً من القصص القرآني كان معروفاً بعضه عند اليهود وبعضه عند النصارى وبعضه عند العرب أنفسهم، وكان من اليسير أن يعرفه النبي - صلى الله عليه وسلم - تأملوا - كما كان من اليسير أن

يعرفه غير النبي؛ ثم كان النبي وأمية متعاصرين، فلمَ يكون النبي هو الذي أخذ من أمية ولا يكون أمية هو الذي أخذ من النبي؟

وهذه العبارة ناطقة برأي قائلها، حتى كأنه يقول إن القرآن لا ينقصه إلا أن

يكتب عليه "تأليف فلان" ونعوذ بالله ونتوب إليه ونستغفره.

ويقول في صفحة ١٨ في بيان أن القرآن ليس في حاجة إلى شواهد من

الشعر على ألفاظه ومعانيها عند العرب: " نخالفهم أشد الخلاف، لأن أحداً لا ينكر عربية النبي فيما نعرف. . . ".

<<  <   >  >>