للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبديع ليس سمة ترف في الأسلوب متى كان جارياً مع الطبع. وإنما هو

مظهر من مظاهر التناسق الصوتى في العمل الأدبي. ومظهر من مظاهر التأنق

فى روعة المعنى وحسن تأديته.

إن منزلة البديع من الأسلوب منزلة المكملات في الجملة بعد استيفاء ركنيها،

ولم يقل أحد بتهوين شأن تلك المكملات في الإفصاح عن المعنى واكتماله.

فليس في البديع مظهر ترف في البيان وإنما هو إضافات تزدان بها العبارات

وتكسبها بهاءً وخلابة.

تلك هي - في إيجاز - بلاغتنا العربية، دعامة الإعجاز البياني ومصدر

القوة والجمال في البيان الرفيع. وصدق الله العظيم إذ يقول منوِّهاً بفضل

بلاغة القول: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (٦٣) .

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>