للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمثله فيثبتوا لهم ما يذعوه لأنفسهم. لو كان عندهم ذلك لجاءوا به ولوضعوه

فى حلبة المباراة ولقالوا لمحمد عليه السلام: هذا قولنا، قلناه قبل أن تعرف

القرآن. . وهو يساويه في البلاغة وقوة البيان، فما بالك تطلب جديداً وقد

سبقناك؟

إن القرآن يحكى عنهم أنهم لم يدعوا هذه الدعوى بل علقوا ذلك على أن

تريده مشيئتهم فيقولوه، لا أنهم قالوه فعلاً.

القرآن ينقل عنهم قولهم:

(قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا) .

وفي هذا يقول الباقلاني: " ولو كان مقدوراً للعباد، لكان قد اتفق إلى

وقت مبعثه من هذا القبيل ما كان يمكنهم أن يعارضوه به، وكانوا لا يفتقرون

إلى تكلف وضعه. وتعمل نظمه في الحال. فلما لم نرهم احتجوا عليه بكلام

سابق وخطبة متقدمة، ورسالة سالفة، ونظم بديع، ولا عارضوه، فقالوا: هذا أفصح مما جئت به وأغرب منه أو هو مثله. عُلِمَ أنه لم يكن إلى ذلك سبيل وأنه لم يوجد له نظير ".

وقد قارن العلماء بين قول العرب: " القتل أنفى للقتل " وقد كان قولهم

هذا مضرب الأمثال في البلاغة والفصاحة وحسن الدلالة، لما فيه من الإيجاز

وثراء المعنى، وبين قوله تعالى: (وَلكُم فِى القِصَاصِ حَيَاةٌ) وجاءت

نتيجة المقارنة تثبت التفوق للنص القرآني من عدة وجوه لا من وجه واحد.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>