للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التحريف والتبديل، وسلم القرآن نفسه من كل عيب يتقوله المتقولون

عليه.

ثالثاً: إن فعل القَسَم (لا أقْسِمُ) صدر بحرف النفي، ثم ذكر القسَم به

وهو عدة مظاهر كونية: كواكب خُنس كُنس، وليل عسعس. وصبح تنفس.

ثم ذكر المقسَم عليه. وهو كون القرآن وحياً من عند الله نزل به أكرم مَلك على أشرف رسول. فلماذا نفى القسم إذن والحقيقة المراد إثباتها جديرة بأن يُقسَم عليها لأن كثيرا من المعاندين حاولوا التشكيك فيها؟

لقد حاول كثير من العلماء أن يُخَرِّجوا العبارة على إثبات القسم.

وليس من ضير أن نبقى القَسَم منفياً على ظاهره وسره البياني حينئذ أن

الحقيقة ظاهرة لا تحتاج إلى أن يُقسَم على إثباتها إجراء لإنكار المعاندين كلا

إنكار. لأنه لم يصادف موضعاً يتوجه إليه على وجه مقبول. ويكون فائدة ذكر القَسَم منفياً للإشارة إلى هذه النكتة توصلاً لذكِر المقسَم به في الظاهر باعتبار أنها آيات ناطقات.

رابعاً: إن قوله تعالى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) ، وفي قوله:

(وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ) وهذا نمط بياني بالغ الدقة فكأن الله يريد أن

يقول: القرآن في هدايته للناس كالصبح في إشراقه وبث الحياة في الكائنات

بعد سكون وظلام. .

خامساً: إن فواصل المرحلة الثانية. تنتهى بحرف السين المتحرك.

وهو من أحرف التصغير، والتصغير حركة دائبة مستمرة. والكلمات في أنفسها حركة عنيفة يحتاج عضو النطق إلى مجهود في تأديتها بخلاف فواصل المرحلة الأولى المنتهية بحروف ساكنة. ولعل الفرق بين الحالتين واضح.

فقد علمنا السر هناك،

أما في هذه المجموعة القسمية فإن المخاطبَين فيها ليسوا على مشارف البعث

<<  <  ج: ص:  >  >>