للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأهوال القيامة وإنما هم في فسحة من الأمل في الحياة بطولها وعرضها وحركتها وصخبها لذلك جاءت الكلمات متموجة مدوية والفواصل متحركة سافرة.

وهذا هو صنيع القرآن: لكل جملة بل لكل كلمة بل لكل حرف وحركة مكان ودلالة. ولكل مقام مقال.

وهاتان الحقيقتان اللتان دار عليهما رأس الأمر في السورة كلها - مع

توابعهما - أديتا في عبارتين جزلتين: شرط. وقَسَم.

* *

[* مطالع سور المجموعة الشرطية:]

وهذا ما يمكن ملاحظته في سورة التكوير، وما يمكن ملاحظته في بقية هذه

المجموعة الشرطية. وقد ألمحنا إليها. أن القرآن تحدث فيها عن مظاهر القيامة.

فكان أسلوب الشرط هو وسيلته المفضلة والأداة هي " إذا " المؤذنة بتحقيق

جوابها. لأن الساعة آتية لا ريب فيها، ومظاهر القيامة موضع اهتمام فيها

لأنها صُدرت بها وعليها أدار الحديث.

فمن ذلك مطلع سورة الواقعة: (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (٢) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (٣) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (٥) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (٦) وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (٧) . . .) .

ومطلع سورة الانفطار: (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>