للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(جـ) أنها تتقدم عليها ألفاظ تُمهد لها، وتُعظم من وقعها في السمع.

وتلك الألفاظ سماها المتقدمون رد الأعجاز على الصدور.

وسماها المتأخرون التصدير.

(د) أن تتكرر في بعض المواضع فاصلة بعينها كما في سور: الرحمن

والقمر والمرسلات، لكن هذا التكرار ليس مختصاً بهذه الوظيفة الصوتيه.

بل لها وللوظيفة المعنوية كما يبدو عند البحث والتأمل.

* * *

[* وظيفة الفواصل المعنوية:]

لا بدَّ للباحث عند الكشف عن وظيفة الفواصل من حيث المعنى أن يتبع جميع

فواصل الآي فيه حتى يتسنى له أن يحصل على نتائج وقوانين لهذه الوظيفة.

وهذا ليس له من سبيل في بحثنا هذا.

ولذا نكتفى بذكر ما يتيسر منها فيما يأتي:

قال تعالى: (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (٢٦) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (٢٧) .

والمعنى العام لهاتين الآيتين أن الناس غفلوا عن آيات الله. وهي ظاهرة

أمامهم يمرون عليها دون تذكر أو تدبر.

وهذه الآيات التي غفلوا عنها نوعان: آيات تاريخية تُدرَك عن طريق السمع

والرواية.

وأخرى حاضرة تُدرَك عن طريق الرؤية والبصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>