للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتخريج ابن المنير لاختلاف الفاصلتين مقبول، لكنه لم يعالج الموضوع من

جميع أطرافه لأن فيه سؤالاً ما زال قائماً حاصله: لماذا أوثر وصف الإنسان فى

سورة إبراهيم على وصف الله؟

ثم لماذا أوثر - كذلك - وصف الله في سورة النحل على وصف الإنسان؟

وعندى. . أن إيثار وصف الإنسان في سورة إبراهيم لأن السورة عددت كثيراً من مظاهر النعم، فروعى جانب الإنسان فيها.

وقليل من الناس الشكور.

فقررت السورة موقف سواد الناس من النعم.

وإيثار وصف الله في سورة النحل. لأن السورة تحدثت عن كثير من صفات

الله في موطن يدَّعي فيه المضللون وجود شريك لله - سبحانه - فناسب أن

يراعى فيها وصف الله دون الإنسان.

وعلى عكس هذه المسألة قد يختلف موضوعا الحديث وتأتى الفاصلتان

متفقتين في الموضعين، ومثال ذلك:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٨) وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٩) .

وسر اتفاق الفاصلتين أن الغرض من الكلامين واحد. هو أدب الاستئذان،

والمناسبة في الموضعين واضحة لأن المعنى.

الله عليم بما فيه صلاحكم حكيم فيما شرعه لكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>