للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ب) توافق الفاصلة مع أول كلمة. في صدور ما قبلها ومثاله:

(وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٨) .

(جـ) توافق الفاصلة مع إحدى كلمات الوسط، ويسمى تصدير الحشو،

ومثاله: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (١٠) . ًً

٣ - التوشيح: وهو أن يتقدم في أول الكلام ما يدل على الفاصلة دلالة

معنوية.

ومثاله: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (٣٣) .

لأن لفظ " اصطفى " يقتضي أن تكون الفاصَلة " العالَمين "

لأن المصطفىَ منه يجب أن يكون جنس المصطفى، ويفرق بين التصدير والتوشيح - بهذا المعنى - أن التوافق في التصدير لفظي.

وفي التوشيح معنوي.

٤ - الإيغال: وهو أن يختم الكلام بزيادة يتم المعنى بدونها.

ولكنها لا تخلو من الفائدة والتوكيد. وقد خصَّه ابن رشيق بالشعر، والصحيح خلافه.

ومثاله من القرآن الكريم: (قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (٢٠) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (٢١) .

فقولهَ تعالى: (وهم مهتدون) تأكيد لذلك المعنى، وتقرير له على وجه أمكن وأمثل، لأن اتباع المهتدي أمر مستحسن في نفسه تميل إليه النفوس ولا يختلف في فضله منصفان.

وقد تواترت الأخبار التي تدل على ما للفواصل من دور في خدمة المعاني

تأكيداً وتقريراً وتوضيحاً ورمزاً.

ومؤدى تلك الأخبار واحد هو أن الفاصلة واقعة موقعها من الكلام بحيث لا يسد غيرها مسدها.

ولشدة تمكنها فإن الكلام الذي يتقدمها يستدعيها فنجد السامع يتوقعها ويكاد يحدد نوعها متى أدرك معنى سابقها.

<<  <  ج: ص:  >  >>