للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[* فواصل الآي القصار:]

ذلك شأن الفاصلة الغالب عليها في الآيات الطوال.

وفي السور الطوال أو ما قاربها، أما في الآيات القصار أو ما قاربها - وكثيراً ما يقع هذا فى السور القصار أو ما قاربها فإن الشأن مختلف.

فنجد الفاصلة فيها كلمة معمولة لعامل تقدم في بناء الآية قبل استيفاء

معناها الرئيسي فهى - إذن - داخلة في تأديته. وإذا وردت الفاصلة في هذه

الحالات " جملة " فهى جملة قصيرة قد يكتفى فيها بذكر أحد ركنيها.

ويضمر الثاني إن كانت فعلية وقد تتعلق بكلمة الفاصلة معمولات لها فتحذف تلك المعمولات. وتبقى الفاصلة ملحوظاً فيها ما أضمر أو ما حذف متعلقاً بها.

وقد ينتظم هذا المنهج سورة كاملة. وقد يقتصر على معظم آياتها.

هذا إجمال لا بدَّ له من تفصيل، ودعوى لا بدَّ لها من دليل، فلنأخذ فى

سوق الأمثلة، ولعل خير شاهد على ذلك سورة الواقعة، فهى تكاد آياتها كلها تكون من هذا النوع ونكتفى منها بما يأتي:

(إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (٢) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (٣) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (٥) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (٦) وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (٧) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (١٤) عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (١٥) مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ (١٦) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (١٨) لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ (١٩) وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١) وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (٢٣) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (٢٥) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (٢٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>