للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولك أن تقيس على هاتين الكلمتين في سياسة التقطيع والتسكين في المقاطع

كلمتين أخريين جاءتا في القرآن إحداهما ذات عشرة أحرف - مثل الأولى -

والثانية ذات سبعة أحرف.

أما الأولى فهى قوله تعالى: (أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (٢٨) ،

وأما الثانية فهى قوله تعالى حكاية عن إبليس يخاطب أولياءهَ يوم القيامة:

(مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ) .

ولك أن تدير اللسان بهما جميعاً فهل تجد من ثقل أو نبو، إن اللسان

ليكرهما كرًّا وقد مُهِدَ السبيل له ليسهل عليه ذلك الكر.

* *

[* توجيه القرآن لانتقاء الألفاظ:]

وأعجب العجب أن القرآن لا يكتفى بانتقاء الألفاظ في نماذجه. بل هو

يشرع في ذلك صراحة وينبه إلى خطأ وقع لاستعمال اللفظ في غير موضعه

ويرشد إلى بديله. وذلك في موضعين فيه:

أحدهما قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (١٠٤) .

وثانيهما قوله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) .

ولقد أبانت كتب التفسير سر هذا الخطأ في الموضعين.

ففى سورة البقرة نهى القرآن المسلمين أن يقولوا: " راعنا ". لأن هذه الكلمة كانت لليهود كلمة

<<  <  ج: ص:  >  >>