للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفعل + الفاعل أو ما قام مقامه + متعلقات الفعل مثل المفعول به.

وقد يُذكر بعد الفعل مباشرة غير الفاعل وغير المفعول به كالظرف إذا اقتضى ذلك مقتض.

وإذا كانت اسمية جاء تكوينها على الوجه الآتى:

- المسند إليه مع توابعه + المسند + متعلقات الإسناد.

والسير على هذا المنهج العادى ليس بلازم، لأن تكوين الجملة في اللغة

العربية تراعى فيه أسس تعبيرية تقوم على اعتبارات بلاغية على هداها تكون

الجملة في وضع جديد. وهذا السلوك نراه في الأنماط الأدبية الرفيعة، كالقرآن الكريم، والآثار النبوية، والحِكَم والأمثال، ونراه في الأشعار الرائعة والنثر الفنى الأصيل.

فمن القرآن الكريم نذكر: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ) ،

و (لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ) . . ففى الآيتين تقديم المسند " الخبر "

- وهو الظرف في الآية اَلأولى، والجار والمجرور في الآية الثانية - على المسند

إليه فيها وهو: " مَفَاتِحُ الْغَيْبِ " في الأولى. . . و " دار السلام " فى

الثانية.

ومثلها قوله تعالى: (أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا) ، وقوله:

(بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ، وقوله: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦) .

والحال كذلك في تقديم بعض المتعلقات كقوله تعالى:

(وَجَاءَ مِنْ أقْصَا المدينَة رَجُلٌ يَسْعَى) : ف " رجل ": فاعل قُدمَ عليه متعلق الفعل: " مَنَ أقصا المدينة " فاصلاً بينه وبين الفعل، والمنهج العادى يأبى مثل هذا لكن الاعتبار البلاغى يوجبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>