للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[* نصح وعناد:]

هذه قطعة من فصل من قصة بنى إسرائيل، والعناصر الأصلية التي تبرزها

لنا هذه الكلمات القليلة تتلخص في:

١ - مقالة ينصح بها الناصح اليهود. إذ يدعوهم إلى الإيمان بالقرآن.

٢ - إجابتهم لهذا الناصح بمقالة تنطوى على مقصدين.

٣ - الرد على هذا الجواب بركنيه من عدة وجوه.

قال الناصح لليهود: آمنوا بالقرآن كما آمنتم بالتوراة. ألستم آمنتم بها لأن

الله أنزلها. فالقرآن - كذلك - أنزله الله.

هذه المعاني كدها ضمنها القرآن هذه الكلمات (آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ)

تفسير ذلك أنه عدل عن صريح اسم القرآن إلى كنايته (أَنْزَلَ اللَّهُ) فجعل

دعاءهم إلى الإيمان به دعاء إلى الشيء بحجته.

فأخرج الدليل والدعوى في لفظ واحد.

*

[* طى اسم الرسول:]

ولم يذكر المنزل عليه - محمد - صلى الله عليه وسلم - مع أن هذا جزء متمم لوصف القرآن المقصود بالدعوة.

أتدرى لماذا؟ لأنه لو ذكر لكان في نظر الحكمة البيانية زائداً، وفي نظر

الحكمة الإرشادية مفسداً.

أما الأول: فلأن الخصوصية لا مدخل لها في الإلزام. فأدير الأمر على

القَدْر المشترك وعلى الحد الوسط الذي هو عمود الدليل.

وأما الثاني: فلأن ذكر هذا الاسم - محمد - على مسامع الأعداء من شأنه

أن يخرج الضغائن ويثير أحقادهم فيؤدى إلى عكس ما قصده الداعي من

التآلف، والإصلاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>