للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن هذه الأصنام فاقدة القدرة على النطق، كما أنها فاقدة القدرة على أى

شيء فهى جماد.

إن المعبود الذي يستحق العبادة مَن ينفع ويضر،

وهؤلاء حيث ثبت عجزهم عن نفع أنفسهم

فحرى ألا يُعبدوا لعجزهم عن نفع غيرهم وضره.

إن قومه مسلوبو العقل الرشيد.

إذ لو كانوا عقلاء لصرفهم تفكيرهم عن هذا الضلال المبين.

أما السخرية اللاذعة فإننا نراها في العبارات الآتية:

(بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (٦٣) .

وقد علم وعلموا أنهم لا ينطقون.

(أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ) .

وفي هذا توييخ لهم وسخرية بأصنامهم. وإنكار أن يكونوا عابدين لهاء.

وهى لا تنفع ولا تضر.

(أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (٦٧) .

* * *

* ومثال على لسان موسى:

(قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (٩٥) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (٩٦) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (٩٧) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (٩٨) .

يا لسخرية القَدَر. إله. . . إله يُحرق - هكذا بالتكثير - ثم يُنسف ويذرى

فى اليمِّ. . ما أتفه هذا الإله. وما أتعسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>