للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[* سببان للإنكار:]

هذا سبب أصيل في دعواهم. وقد قواه لديهم سبب آخر، لكنه سبب إضافى ثانوى هو: أن آباءهم الأقدمين قد وُعِدوا مثلهم هذا الوعد.

لكنه لم ينفذ، فدل ذلك على عدم وقوعه - كما يزعمون - فهو من أساطير الأولين وحكاياتهم.

هذان هما جانبا القضية.

وجاء دور الرد. فكيف بدأ القرآن الرد عليهم؟

رد القرآن الكريم عليهم بمقدمات مسلمة لديهم. أو لا محيص لهم من

التسليم بها لأنها لائحة بينة.

ثم رتب على هذه المقدمات النتائج الملزمة التي لا تحتمل شكاً ولا إنكاراً

ولا مكابرة ولا استبعاداً. وخاطب عقولهم وطالبهم بالتأمل والذكرى، وحذرهم خشية الله وعقابه، وأهاب بهم أن يتركوا الجهالة وألا يخدعوا أنفسهم بباطل القول وغروره.

فالله وحده هو خالق الكون. وما فيه من عجائب تدل على عظيم قدرته

وحريته إرادته: مغيث الملهوف، وحامى المكروب، ومؤمِّن الخائف، ولا يقدر أحد أن يمنع بطشه إذ نزل.

إن كل حركة. . وكل سكون في الكون هو مصدره: خالقه وموجده، ومكيفه بكيفية خاصة، وخالق الشيء ابتداء على غير مثال سبق لا يعجزه أن يعيده على ما كان عليه، أو في أية صورة أراد.

* *

[* صحة البعث حقيقة:]

فالدليل على صحة البعث مستقى من خلق أنفسهم، وخلق الكون وما فيه

من مظاهر مختلفة فليتأملوها.

ولقد كان أول ما لفت إليه القرآن أنظارهم الأرض ومَن فيها.

لأنه أقرب مشهد إليهم إذ عليها يحيون، وفيها يحرثون ويزرعون. ثم ترقى معهم إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>