للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أى: انتهوا واصنعوا خيراً لكم. فحذف الفعل دون تعويض وبقى

معموله منصوياً على الإغراء، والسر البلاغي في الموضعين هو ضيق المقام.

لئلا يصيبه مكروه في الأول ولئلا يفوته الخير في الثاني.

* *

[* حذف الفعل إذا وقع جواب سؤال:]

وكذلك يُحذف الفعل إذا وقع جواب سؤال - أي ضمنه - لقيام القرينة على تعيينه. . وذلك مثل قوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٦١) .

وقوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ. . .)

وتقدير المحذوف فعلاً في الموضعين أولى من تقديره خبراً. ليتطابق السؤال

مع الجواب، ولأن الكثير الغالب في جواب الاستفهام حذف المبتدأ كقوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠) نَارٌ حَامِيَةٌ (١١) .

(قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ) ، والقول بأن الفعل المحذوف

خبر جائز وتقدير الجواب على الوجهين:

" ليقولن خلقهن الله ". و " ليقولن الله خلقهن ".

ويؤيد هذا ما ذكره ابن هشام عند تقدير المحذوف في قوله تعالى:

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) .

حيث قال: (فلا يُقدر: ليقولن الله خلقهم. بل خلقهم الله، لمجيء هذا في شبه هذا الموضع وهو:

<<  <  ج: ص:  >  >>