للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو التقدير: فعدتهن كذلك، فيكون المبتدأ والخبر محذوفين. . والذي سوع

الحذف هنا هو العطف بالواو. لأن العطف يشرك المعطوف عليه فيما ثبت له من الإعراب والحكم.

ولذلك صرَّح بالخبر بعده في قوله تعالى: (وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) لاختلاف أجل الحامل عن أجل غيرها:

مَن هي يائسة من المحيض. أو مَن لم تحض.

فذكر الخبر هنا واجب لأن حذفه يؤدى إلى فساد المعنى.

كذلك ورد حذف الخبر في قوله تعالى: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٢) .

وقبله حذف من نفس السورة " الزمر " في قوله تعالى:

(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (٩) .

وكذلك جاء في سورة في " فاطر " في قوله تعالى:

(أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (٨) .

هذه مواضع ثلاثة حُذفِ فيها الخبر. وفي " فاطر " قذر الزمخشري الخبر

بقوله: " أفمن زُيًنَ له سوء عمله من هذين الفريقين كمن لم يُزَينْ له "؟

وتابعه النسفي على هذا التقدير. ثم نقل عن الزجاج تقديرين آخرين.

قال: " وذكر الزجاج أن المعنى: أفمن زُين له سوء عمله ذهبت نفسك عليه حسرات.

فحذف الجواب لدلالة: فلا تذهب نفسك عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>