للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول: أن يأتي على طرلقة الاستفهام. فتُذكر الجملة الأولى دون الثانية

مثل: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٢)

والتقدير: أفمن شرح الله صدره للإسلام كمن أقسى قلبه.

ودليل الحذف قوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ) .

الثاني: أن يأتي على حدى النفي والإثبات، ومثلوا له بقوله تعالى:

(لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا. .) .

والتقدير: لا يستوى منكم مَنْ أنفق من قبل الفتح وقاتَلَ.

ومَنْ أنفق من بعده وقاتَلَ.

ودليل الحذف: (أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا) .

الثالث: أن يأتي على غير هذين فلا يكون استفهاماً ولا على حدى النفى

والإثبات، ومثَّل له ابن الأثير بقول أبى تمام:

يَتجَنَّبُ الآثَامَ ثُمَّ يَخَافُهَا. . . فَكَأنمَا حَسَنَاتُهُ آثَامُ

قال: وفي صدر البيت إضمار مفسَّر في عجزه.

وتقديره: " أنه بتجنب الآثام فيكون قد أتى بحسنة.

ثم يخاف تلك الحسنة. فكأنما حسناته آثام ".

يرى ابن الأثير أن البيت طباق قوله تعالى:

(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>