للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأصل. لأن هذه الآية تقدم عليها قوله تعالى: (وَعَرَضْنَا جَهَنمَ يَوْمَئذ

للكَافِرِينَ عَرْضاً) أي عرضناها ليروها. فناسب ذلك تقديم البصر على

السمع.

وأما قوله تعالى في سورة الأعراف: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ) .

حيث قدم الأعين على الآذان. فلأنه - َ سبحانه - شبههم بالأنعام فأخر السمع ليكون مجاورا لتشبيههم بها. لأن الأنعام لا تختلف رؤيتها للأشياء عن رؤية الإنسان لها. وإنما يقع التخالف في السمع إذ لا يميز الحيوان بين النصح وغيره من الأقوال ولا تثمر فيه النُذُر.

بقي تقديمه في سورة الإسراء في قوله تعالى: (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ القِيَامَة

عَلى وُجُوههمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا) ، حيث قدم العمى الذي هو ضدَ

الإبصار، وَأخَر الصمم الذي هو ضد السمع.

فذلك لمناسبة الحشر على الوجوه لأن مَن أُلقى على وجهه ثم سُحبَ عليه لم يبصر شيئاً ولم يستطع أن يتكلم بكلام مسموع فتأخذه دهشة الهول فَلا يكاد يسمع مما حوله شيئاً.

وعلى هذا النسق العجيب جاءت الآية الحكيمة.

[* خطأ وقع فيه ابن الصائغ:]

وبهذا يستبين الخطأ الذي وقع فيه ابن الصائغ. وشيء آخر. . . . . . وأنا

لا أريد أن أذكر كل ما ساقه ابن الصائغ من أمثلة قدم فيها الأشرف على غيره

. . . وإنما أتناول بالذي والتفصيل ما جانبه فيها الصواب. .

ولذلك فإن هناك خطأ آخر نأخذه عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>