للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقُدِّمت القوامه للهِ، لأنها من الأمور الكلية، والمقاصد العامة في الدين،

بينما تشعرنا آية النساء بأن الأمر لا يخرج فيها عن توجيه المسلمين بأن يتحروا العدل فيما يعرض لهم من خصومات بعضهم مع بعض.

والقوامة للهِ أمر متحقق عندهم، والجديد المطلوب هو المبالغة في توخى العدل بين الخصوم:

(شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا) .

كما أن في فاصلتى الآيتين ما يؤكد ذلك. .

ففى المائدة كانت الفاصلة: (إن اللهَ خَبِيرٌ بمَا تَعْمَلُونَ) .

وفي النساء كانت الفاصلة: (إن اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلونَ خَبِيراً) .

حيث قدم: " خبير " في المائدة على: " تعملون " وقدم: " تعلمون " على

" خبيراً " في النساء

لأن الخطاب مع المخالفين، وفيهم أهل مكة بفتضى إنشاء وإيجاد الأمور به،

لخلو المخاطب منه، ولو تنزيلاً، والمؤمنون لا ينكرون علم الله بعملهم. بخلاف غيرهم فتقديم: " خبير " في المائدة على: " تعملون " مع أن المقدَّم متعلق به، لأنه أهم، ولعل الفعل: " كان " في فاصلة السورة:

(إن اللهَ كَانَ بمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراٌ) .

يشير إلى حصول هذا المعنى عندهم في الماضي.

بينَما تخلو فاصلة المائدة من هذه الإشارة!

[* رأي الخطيب الإسكافي:]

فرق الخطيب بين الموضعين بأن ما في سورة النساء خطاب للناس بالعدل فى

الشهادة.

أما في سورة المائدة فالأمر للولاة. . وعلى كل فإن ما ذكره

<<  <  ج: ص:  >  >>