للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطفق يتحدث عن الطباق - أو المطابقة - ويذكر تعريف الخليل له: " يقال

طابقتُ بين الشيئين إذا جمَعتهما على حذو واحد ".

ويمثل له من القرآن بقوله تعالى: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ) ،

ويقول الرسول عليه السلام: "إنكم لتكثرون عند الَفزع، َ وتقلون عند الطمع ".

ومن الشعر بقول عبد الله بن الزبير الأسدى:

فَرَد شُعُورَهُن السودَ بِيضاً. . . وَرَد وَجُوهَهُن البِيضَ سُود،

وبعد أن أفاض في ذكر أمثلة الطباق الجيد ذكر ما رديء منه ممثلا له بقول

الأخطل:

قُلتُ المقامُ وَناعِبٌ قَالَ النوَى. . . فعَصَيْتُ أمْرِى وَالمطاعُ غُرابُ

ويُعلق عليه بقوله: وهذا من غث الكلام وبارده.

ثم تحدث عن رد الإعجاز على الصدور، وقسمه ثلاثة أقسام.

أولها ما وافق فيه آخر كلمة من البيت، آخر كلمة في نصفه الأول،

ومثل له بقول الشاعر:

تَلقَى إذ ما الأمْرُ كَانَ عَرَمْرَمَا. . . في جَيْشِ رَأى لاَ يُفَل عَرْمَوِمُ

وثانيها: ما يوافق فيه آخر كلمة من البيت أول كلمة في نصفه الأول،

ومثاله قول الشاعر:

سَرِيعٌ إلى ابْنِ العَئمَ يَلطمُ وَجْهَهُ. . . وَليْسَ إلى داع الندَى بِسَرِيع

وثالثها: ما يوافق فيه آخر كلمة من البيت بعض ما فيه، ومثاله قول

الشاعر:

عَمِيدُ بَنى سُليْم أقْصَدَتْهُ. . . سِهَامُ الموْتِ وَهِى لهُ سِهَامُ

ثم ختم حديثه عن فنون البديع الخمسة بالحديث عن المذهب الكلامى، ويقول:

إن الجاحظ هو الذي دعاه بهذا الاسم وإنه باب لم يجيء في القرآن منه شيء وهو ينسب إليه التكلف - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>