للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ملاحظة: لم يتحدث الخطيب الإسكافي عن هاتين الآيتين من حيث

ما فيهما من التقديم والتأخير الذي وجهناه. بل تحدث عن إحداهما من

وجه آخر.

* *

[* الموضع التاسع عشر " الشفاعة والعدل ":]

(وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٨) .

(وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (١٢٣) .

هاتان الآيتان بينهما فروق من وجوه:

١ - في الأولى قُدمت الشفاعة على العدل وجُعِلت الشفاعة نائب فاعل

لفعل منفى هو: " لا يقبل "، أما العدل فجُعِل نائب فاعل لفعل منفى هو:

"يؤخذ".

٢ - وفي الثانية قُدم العدل على الشفاعة وجُعِل نائب فاعل لفعل منفى هو:

" لا يقبل " وهو نفس الفعل الذي أسندت إلى الشفاعة بنفس الطريقة في الآية

الأولى.

٣ - أما الشفاعة فقد أخرت فيها مع التغاير في الفعل الذي أسنِد إلى

العدل حين أخر في الآية الأولى. وكان حقه أن يُسند إليها لتتم المقابلة من كل الوجوه. وهي في التركيب الجديد: " ولا تنفعها شفاعة "

فما السر إذن فى هذا الاختلاف بين الموضعين؟

<<  <  ج: ص:  >  >>