للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمستعار هو أن كلا منهما مهلك. الباطل يحق بفاعله العقاب.

والماء يغرق من يخوض فيه.

أو يكون استعارة تبعية تصريحية يُشبه فيها اقتراف الباطل بخوض الماء

والجامع ما مَرَّ. والاستعارة على هذا استعارة مفردة.

ويجوز حملها على التمثيل. وهما أولى من الأول.

ولما كان الخوض بهذا المعنى قُدم على اللعب. وجُعل محتوياً عليه:

(في خَوْضهمْ يَلعَبُونَ) ، وكذلك في إطلاق اللعب على أعمالهم وسلوكهم

مجاز في التعبير على طريق الاستعارة التصريحية التبعية وفيه تعريض بهم لأن

اللعب لا يكون إلا للصبيان غير الراشدين وفيه رمز إلى حقارة أعمالهم حيث لم يترتب عليها نفع كاللعب.

ولهذا قدم اللعب - والله أعلم - على اللهو في المواضع الأربعة المذكورة.

كما قدم الهزو على اللعب لأن الهزو - وهو الاستهزاء والسخرية - أشد شناعة من اللعب.

* *

* لماذا قدَّم " اللهو على اللعب " إذن؟

أما الموضعان اللذان قَدم فيهما اللهو على اللعب - وذلك جار على خلاف

الغالب فيه - فلأن المقام يقتضي ذلك.

* والبيان:

إن اللهو - على ما سبق - من شأنه أن يُنسي اللاهي ويُشغله عما ينفعه.

ولما كان معناه - كذلك - مدح الله الطائعين من عباده نافياً عنهم اللهو فقال: (يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (٣٦) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ. .) أَى لا تشغلهم ًَ

<<  <  ج: ص:  >  >>