للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صورة مخيفة. . . .

البحر وحده خطر على مَن يركبه، فما بالك إذا كان هذا البحر ملفوفاً

بالظلمات من كل جانب، وهذه الظلمات لا سبيل إلى الخلاص منها، والبحر هائج ثائر، الموج فيه طبقات بعضها فوق بعض، وفوق الموج سحاب يملأ الأفق ويسد منافذ الضوء.

وفي مطلع الآية الأولى نجد التعبير: (والذينَ كَفَرُواْ أعْمَالُهُمْ

كَسَرابٍ. .) .

وقبلها وجدنا التعبير: (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ. .) .

وكان حق التعبير أن يقال في الموضعين: " ومثل أعمال الذين كفروا

كرماد ". و " وأعمال الذين كفروا كسراب ".

لكن القرآن خالف هذا النسق، وجعل المثل في الأولى: مثل الذين كفروا،

ثم أبدل منهم أعمالهم بدل اشتمال.

كما أبدل نفس الأعمال من الذين كفروا في الآية الثانية، فما السر إذن فى

هذا التعبير؟

إن السر - فيما يظهر - واضح، لأن الناس جميعاً يوم القيامة مجردون من

جميع الاعتبارات إلا اعتبار العمل صالحاً كان أو غير صالح.

ففي تصديرهم وإبدال أعمالهم منهم إشعار بهذا المعنى، فالإنسان يقاس

بعمله فحسب لا بماله، ولا ولده، ولا جاهه، ولا سلطانه، فمثل عمل الإنسان مثل للإنسان نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>