للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو تكون في مجال التشريع كما في قوله تعالى:

(ليْسَ عَلى الأعْمَى حَرَجٌ) .

وتكون " مجازاً " إذا استعْملت في شأن الكفر والضلال، والكافرين

والضالين، وقد مَرَّ بنا كثير من أمثلَتها في فصل " التشبيه والتمثيل " ولنذكر

ما لم نذكره هناك:

(فَمَنْ أبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَليْهَا) .

(وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُوا وَصَمُّوا ثُمَّ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ) .

(أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (٢٣) .

والآيات لم تخرج عن طريق المجاز كذلك، فقد شبَّه ضلال القلوب بعمى

الأبصار، والجامع أن كُلاً منهما يحول بين صاحبه وبين المنافع الشريفة، ففى

المجاز استعارة محسوس لمعقول لقصد الإيضاح والتقرير.

وفيما تقدم مواضع حملت على عمى البصر وعلى عمى البصيرة، وضابطهما

أن المفرد فيها " عمٍ " والجمع: عمين أو عمون، لأنه حينئذ من العَمَه الشامل لعمى البصر وعمى البصيرة كقوله تعالى: (إنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ) .

*

" صورتان دقيقتان:

وقد ورد من هذه موضعان آخران هما: (فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (٢٨) .

وقوله: (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (٦٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>