للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى قوله: (وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ) كناية عن صرف أبصارهم عنه حتى

لا يبصروه، فكما وضعوا أصاَبعهم في آذانهم حتى لا يسمعوه.

جعلوا ثيابهم أغشية على أعينهم لئلا يبصروه. وهو كناية عن صفة.

كما جعلوا أصابعهم في آذانهم كناية عن صرف أسماعهم عنه حتى لا يسعوه

وكان المجاز المرسل فيها من حيث إطلاق الأصابع على البعض.

وكذلك يمكن حمل الكناية الثانية على المجاز المرسل لأنهم استغشوا جزء ثيابهم لا كلها، فقد اجتمع في هذين التعبيرين الكناية - وهي واسطة بين الحقيقة والمجاز - ثم المجاز المرسل.

* *

[* إحاطة علم الله:]

(وَاللهُ مُحِيط بالكَافِرِينَ) أي لا يفوتونه كما لا يفوت المحَاط به المحيط.

وفي هذا التعبير مجاز.

قال العلامة أبو السعود: " شبه شمول قدرته تعالى لهم، وانطواء ملكوته عليهم، بإحاطة المحيط بما أحاط به فى استحالة الفوت ".

وشبه الهيئة المنتزعة من شئونه تعالى معهم بالهيئة المنتزعة من أحوال المحيط

مع الحاط.

فالمجاز هنا على ما بينه العلامة أبو السعود محتمل الإفراد والتركيب.

صُورَ فيه العقول بالمحسوس لتقريره وسرعة تصوره.

وقد استعمل القرآن هذه المادة: " أحاط " مترددة بين الحقيقة والمجاز فى

صور شتى. وجانب المجاز فيها أكثر من جانب الحقيقة.

وقد تشتمل بعض المواضع على مجازين لغوي وعقلي.

وتلك أمثلتها:

<<  <  ج: ص:  >  >>