للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت فيما سبق: " أن بعض هذه المواضع قد يحوى مجازين: لغوياً وعقلياً.

وذلك مثل قوله تعالى: (وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) . .

فقد أسند اسم الفاعل: " محيط " إلى ضمير اليوم.

وفاعل الإحاطة فى الواقع هو الله تعالى، إذن ففى هذا الإسناد مجاز عقلي علاقته الزمانية.

وسره البلاغي المبالغة في شدة هوله حتى كأن اليوم نفسه أصبحت له إرادة

الهلاك والقصاص العادل منهم.

ومنه قوله تعالى: (بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٨١) .

*

" مواضع الحقيقة والمجاز فيها:

ومن هذا كله نستنتج:

١ - إن القرآن لم يستعمل هذه المادة في معانيها الحقيقية اللغوية إلا فى

سياق الحديث عن جهنم.

فإذا ما خرج الحديث عن جهنم فإن الاستعمال المجازي لازم لها في جميع

صورها.

٢ - إن المجاز يغلب على هذه المادة إذ جاء في أربع وعشرين صورة تقدم

الحديث عنها.

أما الاستعمال الحقيقي فقد اقتصر على مواضع ثلاثة.

هي التى تحدثت عن وجهنم وسرادقها.

ولذلك يمكن القول بأن مادة " أحاط " في القرآن مادة مجاز.

*

<<  <  ج: ص:  >  >>