للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وموضح رابع يتردد التعبير فيه بين الحقيقة والمجاز.

ثانياً: يمكن أن يطلق على هذه المادة بأنها في القرآن مادة مجاز وأن المجاز

ظاهر في بعض مواضعها. ويحتاج إلى روية في البعض الآخر.

* *

[* مادة " تبع في القرآن ":]

(الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ) . .

فى هذه الآية شروع في بيان صفات أخرى لمستحقي رحمة الله.

وأول هذه الأوصاف إتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

و" تبعه " في اللغة: سار خلفه أو مَرَّ به فمضى معه. وكذا " أتبعه ".

والمعنى اللغوي ليس مقصوداً للآية بل المراد العمل بالشريعة التي جاء بها عليه

الصلاة والسلام والاقتداء به في قوله وفعله.

وإنما عبَّر عنه بالاتباع لتصوير المعقول بالمحسوس لأن النفس حين تتأمل هذه

الصورة ترى أن التابع ملازم للمتبوع متحر للسير معه في نفس الاتجاه الذى

يبغيه.

كما يدرك أن المتبوع رائد يسير أمام جنوده يسلك بهم أحسن الطرق إلى

أشرف الغايات.

وقد جاءت هذه المادة في القرآن الكريم - مادة تبع - فيما يزيد عن

مائة وخمسين آية، وكثرة ورودها لا تحول دون أن نقف معها وقفة تكشف لنا عن منهج القرآن في استعمالها.

وليكن ذلك مع بعض أمثلتها لا على سبيل الاستقصاء.

والباحث يرى استعمالات القرآن لها تجرى على المنهج التالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>