للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأصرهم وتثقل كواهلهم والأغلال التي كانت تكبلهم من الحركة وحرية التصرف.

تلك صفة من صفات الرسول يجدونها مكتوبة عندهم في التوراة والإنجيل. فهى إذن نعمة عظيمة لأن فيها تحرير الإنسان.

وقد نص المفسِّرون على أن المراد بـ " الإصر والأغلال " هو التكاليف

الشاقة.

قال الإمام النسفي في تفسير " الإصر ": " المراد التكاليف الصعبة

كقتل النفس في توبتهم وقطع الأعضاء الخاطئة ".

وقال في تفسير " الأغلال ": " هي الأحكام الشاقة نحو بت القضاء

بالقصاص عمداً كان أو خطأ من غير شرع الدية وقرض موضع النجاسة من الجلد والثوب وإحراق الغنائم وظهور الذنوب على أبواب البيوت.

شبهت بالغل للزومها لزوم الغل ".

ويتابع النسفي كثير من المفسرين.

وفي العبارة مجاز تمثيلي شُبِّهت فيه هيئة القوم وما هم فيه من تكاليف شاقة

بهيئة قوم ينوؤون بأثقال وأحمال وقد قُيّشدوا في السلاسل والأغلال فجاء رجل وخلصهم مما هم فيه ففك أغلالهم. وأنزل أحمالهم. فذلك هو هو إنسان النور والخلاص.

هذا من حيث النظر إلى التعبير جملة. فإذا انظرنا إليه نظرة تفصيلية فإننا

نحصل على ثلاثة مواضع فيه للمجاز المفرد. وهي: " يضع " لأن الموضع فى

أخص معانيه الحط. ولا يقال إلا لحامل شىء قد أنزله.

و" الإصر " هو الحمل الثقيل حساً.

واستعماله هنا في المعنويات مجاز، وكذلك " الأغلال "

لأن الأغلال هي السلاسل والقيود الحسية.

* *

<<  <  ج: ص:  >  >>