للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - أن تكون بمعنى الإزالة. . ومثاله قوله تعالى:

(وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْركَ) يعني أزلنا همومك التي كانت تثقلك.

٥ - أن تكون بمعنى الظهور والبروز. . ومثاله قوله تعالى:

(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ) .

٦ - أن تكون بمعنى التهيئة. . ومثاله قوله تعالى:

(وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤) .

وكلمة " يضع " في آياتنا استعارة تصريحية تبعية حيث شبه إزالة الإصر

والأغلال وإعفاءهم من كثير من الأعمال الشاقة بالموضع، والجامع ما يترتب

على كل من الراحة وإلغاء العناء. والقرينة حالية.

*

[* استنتاجات:]

إن القرآن استعمل مادة " وضع " في الحقيقة والمجاز. واستعمالها المجازي

فيه يفيد عدة أغراض متباينة فيما بينها وإن شملها هدف عام كان سبباً فى

التجوز والمشابهة.

أما الإصر فهو في اللغة عقد الشىء وحبسه وقهره.

يقال: أصرته فهو مأصور. والأصر والمآصير: محبس السفينة.

ومن معانيه. الحمل الثقيل.

واستعماله هنا في الأمور الشاقة مجاز على طريق الاستعارة التصريحية

الأصلية، والجامع ما يترتب على كل من المشقات وقهر النفس بالعناء.

وقد زاد من روعة المجاز الترشيح له بمجاز آخر هو " يضع "

والترشيح مهيئ للنفس لتبعد بالمستعار عن معناه الحقيقي.

لأن الحمل يوضع حقيقة فهو من ملائمات المعنى المجازي. المفيد للتقوية والتأكيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>