للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن المستعظم يكون حاسداً، والحاسد يكون مستعظماً،

ومن شرط التقسيم ألا تتداخل أقسامه بعضها في بعض "

" وأما صحة التقسيم. . فأن تكون الأقسام المذكورة لم يخل بشىء منها،

ولا تكررت ولا دخل بعضها في بعض ".

ومثَّل للمعيب منه بقول جرير:

صَارَتْ حَنِيفَةُ أثْلاَثاً فَثُلثُهُم. . . مِنَ العَبِيدِ وَثُلثٌ مِن مَوَاليهَا

ثم علق عليه قائلاً: فهذه قسمة فاسدة من طريق الإخلال لأنه قد أَخل بقسم

من الثلاثة.

وقيل: إن بعض بنى حنيفة سُئل من أي الأثلاث هو؟

قال: من الثلث الملغى ".

وهذه لمحة نقد بالغة الدِّقة.

* *

[* الإيجاز:]

وجاء الإيجاز في القرآن الكريم بقسميه: إيجاز الحذف وإيجاز القصر، فلم

يبهم معه معنى ولا اختفى معه مراد. كقوله تعالى: (وَاسْأل القَريةَ) ،

وقوله تعالى: (وَجَاءَ رَبُّكَ والمَلَكُ) ، وقوله تعالى:

(وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (٥١) ،

وقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى) ، وقوله تعالى: (أُولئكَ لهُمُ الأمْنُ) ،

وقوله تعالى: (إنمَا بَغْيُكُمْ عَلى أنفُسِكُم) ،

وقوله تعالى: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>