للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالاعتبار الثاني عابوا قول البحترى:

نَصَرْتُ لهَا الشوْقَ اللجُوجَ بأدْمُعِ. . . تَلاَحَقْنَ في أعْقَابِ وَصْلٍ تَصَرمَا

وذلك لأن الآمدى يرى الشوق يشفيه البكاء ولا يزيد منه، وعلى هذا النهج

سار الشعر اء قبل البحترى.

كما عابوا قول أبى تمام:

إذَا ما رحًى دَارَتْ أدَرَّتْ سَمَاحَة. . . رَحَى كُلً إنجازٍ عَلى كلِّ مَوْعِدِ

لأنه جعل إنجاز الوعد بمثابة طحنه بالرحى. وهو قضاء عليه. وذلك فى

عُرف اللغة لا يكون إلا للإخلاف.

ويطلبون فيه الإصابة في الوصف. فعليه أن يذكر المعاني العامة التي هى

أولى بمثال الوصوف من حيث هو مثال. فينأى عن المعاني والصفات المجهولة.

ولهذا حكموا بإصابة زهير في الوصف حين مدح هرم بن سنان. لأنه وصفه

بالصفات العامة التي يجب أن تكون في الرجل الكريم.

كما يطلبون فيه المقاربة في التشبيه. ومناسبة المستعار منه للمستعار له،

على حسب العُرف اللغوي والمجاز.

ولهذا عابوا قول أبى نواس:

بُح صَوْتُ المالِ مِما. . . مِنْكَ يَشْكُو ويَصِيحْ

وذلك لبُعد الشبه بين المال - المشبه - والإنسان - المشبه به.

كذلك يطلبون فيه الاعتدال، ويذمون المبالغة المغرقة. . .

إلى آخر ما شرعوه لتصوير المعاني الكلية والجزئية.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>